الضاغط الترددي والضاغط الدوّار: ما الفرق بينهما

الضاغط الترددي، يُعرف أيضًا باسم الضاغط المكبسي، هو ضاغط هواء يستخدم مكابس يتم تشغيلها بالعمود المرفقي لضغط الهواء. وتتحرك المكابس ذهابًا و إيابًا في الأسطوانة، مما يؤدي الى ضغط الهواء أثناء تحركها نحو رأس الأسطوانة. بعد ذلك، يتم تخزين الهواء المضغوط في خزان الهواء، ويكون جاهزًا للاستخدام.

يَرجع استخدام المكابس لضغط الهواء إلى منتصف القرن السادس عشر. ومنذ ذلك الحين، حدثت تغييرات بسيطة في تصميم ضواغط الهواء الترددية وآلية عملها.

توجد عدة اختلافات مهمة بين الضواغط الحلزونية الدوّارة والضواغط الترددية:

تتميز الضواغط الحلزونية الدوّارة بشكل عام بأنها أكثر كفاءة من الضواغط الترددية من حيث استهلاك الكهرباء والتكلفة. وهي تستخدم جزأين حلزونيين متشابكين معًا لضغط الهواء، وينتج عن ذلك استمرارية أكثر في تدفق الهواء المضغوط وتقلل من فقدان الطاقة مقارنة بحركة المكابس في الضواغط الترددية. 

ولكن، فإن التكلفة الأولية لضواغط الهواء الحلزونية الدوّارة أعلى، لأنها أكثر تعقيدًا وتستخدم تكنولوجيا أكثر تقدمًا من الضواغط الترددية.

تُعرف الضواغط الحلزونية الدوّارة بتشغيلها الهادئ، على عكس الضواغط الترددية التي تميل إلى أن تكون أعلى صوتًا بسبب حركة المكابس. ويتراوح مستوى الضوضاء للضاغط الحلزوني الدوّار عادةً ما بين 70-80 ديسيبل (A)، بينما يمكن للضاغط الترددي أن ينتج مستويات ضوضاء تبلغ حوالى 80-90 ديسيبل (A)، ويعتمد ذلك على الحجم و النوع والعلامة التجارية. 

ولكن، تجدر الإشارة إلى أنه مع التقدم في التكنولوجيا، أصبحت بعض الضواغط الترددية الآن مزودة بميزات لتقليل الضوضاء، يمكنها تقليل مستويات الضوضاء بشكل فعال.

تُعد صيانة الضواغط نقطة مهمة عند اختيارها. و بشكل عام تتميز ضواغط الهواء الحلزونية الدوّارة بأنها أسهل في الصيانة من الضواغط الترددية. فهي تحتوي على أجزاء متحركة أقل، مما يعرضها إلى نسبة أقل من التآكل و التلف وتقل معها نقاط الأعطال المحتملة. علاوة على ذلك، فإن عدم وجود حلقات المكابس في الضواغط الحلزونية الدوّارة يعني انخفاض الحاجة إلى إجراء تغييرات منتظمة للزيت وانخفاض احتمال تسرب الزيت.

على الرغم من أن صيانة الضواغط الترددية أقل سهولة، إلا أنها لا تزال خيارًا شائعًا أمام الكثير من الشركات نظرًا لانخفاض تكلفتها الأولية وتصميمها الصغير.

يُعرف ضاغط الهواء الحلزوني الدوّار بسلاسة تدفق الهواء وثباته مقارنة بضاغط الهواء الترددي. وفي ضاغط الهواء الحلزوني الدوّار يضغط الجزأين الحلزونيان المتشابكان معًا الهواء بطريقة مستمرة، مما يحقق ثباتًا في تدفق الهواء المضغوط. أما الضاغط الترددي فيعتمد على حركة المكابس لضغط الهواء، مما يُحدث نبضات وتقلبات في تدفق الهواء، وخصوصًا عند الضغوط ذات القيم الأعلى.

يمكن أن يؤثر نوع ضاغط الهواء المختار بشكل كبير على الضغط الناتج. وتتميز كلا الضواغط الحلزونية الدوّارة والترددية بقدرات متميزة. 

تم تحسين الضواغط الحلزونية الدوّارة لإنتاج الهواء المضغوط بثبات عند ضغط معين، يصل عادة إلى 150 رطل لكل بوصة مربعة (10,3 بار)، مما يجعلها الضواغط المثالية لكثير من الاستخدامات مثل تشغيل الأدوات الهوائية. 

من ناحية أخرى، تم تصميم الضواغط الترددية لإنتاج هواء مضغوط عند الضغوط ذات القيم الأعلى، يصل إلى 200 رطل لكل بوصة مربعة (13,8 بار) أو أكثر. وهي مناسبة تمامًا لاستخدامات الهواء ذات الضغط العالي مثل العمليات الصناعية والطلاء بالرش. ويمكن أيضًا أن تنتج الضواغط الترددية تفاوت في الضغط مع تحرك المكابس، وهو ما قد يؤدي الى نبضات وتقلبات في ضغط الهواء.

تعتبر ضواغط الهواء الحلزونية الدوّارة أكبر حجمًا وأكثر ضخامة من ضواغط الهواء الترددية. ونظرًا لأنها تتعامل مع كمية أكبر من الهواء، فإنها مزودة بمحركات كبيرة متصلة بها حيث تشغل مساحة أرضية أكبر، وقد تحتاج أحيانًا إلى غرفة منفصلة. 

من ناحية أخرى، فإن ضواغط الهواء الترددية صغيرة الحجم. ويسهّل تصميمها الصغير تثبيتها في الأماكن الضيقة أو المناطق ذات مساحة الأرضية المحدودة.

في النهاية، يعتمد الاختيار بين الضاغط الحلزوني الدوّار والضاغط الترددي على الاحتياجات الخاصة بكل استخدام، مثل كمية الهواء المضغوط المطلوبة وظروف التشغيل والميزانية.

الضواغط الحلزونية الدوّارة والضواغط الترددية مناسبة لاستخدامات وصناعات مختلفة.

تعد الضواغط الحلزونية الدوّارة مثالية للاستخدامات التي تتطلب تدفقًا ثابتًا من الهواء المضغوط عند مستوى ضغط ثابت. وهي تُستخدَم عادةً في الصناعات التي تتطلب كمية كبيرة من الهواء المضغوط، مثل التصنيع والبناء والنفط والغاز والأغذية والمشروبات والمستحضرات الدوائية والمنسوجات والسيارات وتوليد الطاقة.

من ناحية أخرى، تلائم الضواغط الترددية الاستخدامات التي تتطلب هواءً عالي الضغط أو معدل تدفق هواء منخفض. وهي تُستخدَم عادة في مجالات السيارات، والبناء، والتصنيع، والتدفئة والتهوية وتكييف الهواء.